قرامي: ''فاجأتنا الثورة ونحن ما نزال في سنّ المراهقة الأولى''
قالت الجامعية والباحثة آمال قرامي في ميدي شو الثلاثاء 17 جانفي 2023، إنّ تونس تعيش أزمة مركّبة تتقاطع فيها الأزمات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية الثقافية وعاشتها البلاد بشكل متزامن.
واعتبرت قرامي أنّ المجتمع والأحزاب ومختلف الهياكل لم تكن مهيّئة للعيش وفق النمط الذي يفترضه النظام الديمقراطي نظرا لأنّنا لم نكن متعوّدينا على الممارسة الديمقراطية داخل العائلة أوّلا ومنها في مختلف المؤسسات بما فيها الأحزاب.
وترى أنّ تلك الصعوبة مرتبطة بأنموذج تربوي للفرد يحمله معه إلى مختلف الهياكل التي يتواجد فيها. فصعوبة ممارسة الفرد للديمقراطية داخل الأحزاب مرتبطة بتعوّده على الرأي الواحد و القرار الواحد داخل العائلة ولاحقا في باقي فضاءات المجتمع.
وأوضحت ضيفة ميدي شو أنّ التونسيين تعاملوا مع الانتقال الديمقراطي بالانطباعية والتوصيف الساذج المبالغ فيه، وفق تقديرها. وأضافت بأنّه لم يتمّ العمل على تحصين الثورة وتنسيب ما تمّ انجازه والتخطيط للمستقبل وماذا سنفعل حتى نعيش معا بالإختلافات المتعددة.
وتابعت قرامي: ''ما نعيشه مرتبط بتركة تاريخية وفاجأتنا الثورة ونحن ما نزال في سنّ المراهقة الأولى''.
وأمّا الخطأ الثاني، حسب قرامي، فهو أنّ النشوة بالنسق السريع للحريات أخذتنا، متسائلة إن كان المجتمع قادرا على استيعاب ذلك.
كما لم تنف قرامي مسؤولية شق من وسائل الإعلام في ما نعيشه بسطحية الطرح في تناول القضايا واتاحة المجال لما أسمته بـ "صراع الديكة".
كما اعتبرت أنّ النخب التي احتكرت المشهد لم تكن تشاركية في ما بينها كل قطاع ينافس الآخر وفقا لرؤى أحادية.
وترى بأّنّه تمّ توجهيه الثورة توجيها قانونيا والحال أنّ تعدد الاختصاصات مطلوب والتفكير شموليا في مشاكلنا لأنّها تحتاج أيضا للفروع الإنسانية بمختلف أشكالها.
وعن مشروع رئيس الحمهورية تساءلت آمال القرامي إلى أي مدى كان هذا المشروع بالفعل محترما للوعود وقادرا على توحيد المجتمع وقائم البناء الذي يرتكز على العيش المشترك؟
وتابعت : ''إلى أي مدى أوحى لنا بغد أفضل ووحّد المشروع وهل كانت التصورات مقنعة ام على العكس من ذلك خلق ثغرات وتراجعات كثيرة وبنى الحدود العازلة بين التونسيين ورسّخ خطاب الكراهية..فكيف يمكن ان نسير معا لنبني للغد".
وتعتبر قرامي أنّ "هناك تراجع عن خط المسار وتحويل وجهته ونحن لم نستشر فيه وأقحمنا في مسار رغما عنّا"، وتساءلت "هل لنا الاستعداد النفسي للتحمل ام أحبطنا ولم يعد بالإمكان أن نخرج من الأزمة النفسانية؟"